غضب الأساتذة قد يحرق الأخضر واليابس
يبدو أن وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، لا يدرك الورطة التي وضع نفسه ومعه الحكومة والبلاد ككل فيها، بسبب النظام الأساسي الجديد الخاص برجال ونساء التعليم، والذي قوبل برفض غير مسبوق من قبل أهم ركيزة في المنظومة التعليمية، ونعني هنا الأساتذة.
فالحراك التعليمي الذي انطلق مباشرة بعد الكشف عن مضامين "النظام المشؤوم"، والذي يزداد تأججا يوما بعد يوم، بدأ يتحول إلى كرة ثلج ستطيح بكل من يعترض طريقها عاجلا أو آجلا، فهناك إجماع شبه كلي من قبل رجال ونساء التعليم على رفض "نظام بنموسى" واتخاذ كافة الأشكال التصعيدية مهما كلف الأمر، معتبرين أن الفاعلين في القطاع باتوا اليوم أمام مفترق طرق حاسم عنوانه: نكون أو لا نكون.
الظروف الاجتماعية والاقتصادية الاستثنائية التي تمر منها المملكة، نظرا لتبعات جائحة كورونا والتضخم المصاحب للحرب الروسية الأوكرانية، يجعل الوضع لا يحتمل اللعب بالنار، فأي تعنت أو عدم تقدير لحقيقة الأوضاع من شأنه أن يشكل شرارة قد تشعل نارا لا يمكن التكهن بتبعاتها، علما أننا نتحدث عن أزيد من 300 ألف أستاذ غاضب.
كل المؤشرات تؤكد أن بنموسى لا يعي بأن السلم الاجتماعي هو أهم ما يراهن عليه المغرب في الوقت الحالي، وأن للمملكة أعداء ينتظرون أي فرصة للاصطياد في الماء العكر، وهو ما يستوجب سحب الملف من بين يديه قبل فوات الأوان، وتدخل كل من أخنوش ولفتيت بشكل مباشر لإصلاح ما يمكن إصلاحه.