وجبات إفطار في داخليات المدارس تحرك مسؤولين بوزارة التربية الوطنية
اثار انتشار صور قيل إنها توثق موائد إفطار نزلاء ونزيلات بعض الأقسام الداخلية التابعة لوزارة التربية الوطنية أو دور الفتيان والفتيات التي تسيرها جمعيات مدنية بشراكة مع هيئات أخرى في بعض الأحيان جدلا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تداولوا الصور مع التعبير عن الأسف وعدم الرضا بنوعية الوجبات المقدمة وكميتها فضلا عن ظروف تقديمها والأواني المستعملة في ذلك.
وأرجع المتداولون للصور عبر وسائل التواصل الاجتماعية هذا الوضع إلى وصفوه بـ”التقصير في أداء المهام كيفما كان نوعها، وعدم الالتزام بالمسؤولية وخيانة للأمانة”؛ في حين عزا أحد المعلقين سوء وجبات التلاميذ والتلميذات نزلاء الأقسام الداخلية بالمؤسسات التعليمية إلى غلاء الأسعار، مقترحا إفطارهم على موائد الرحمان بمدنهم وقراهم إن وجدت أو الرفع من التكاليف المادية للمطعمة بالداخليات مقارنا وجبات الداخليات بوجبات السجناء مفضلا جودة هذه الأخيرة على سابقتها”.
واستغرب آخر سكوت جمعيات الآباء والأمهات وأولياء أمور التلاميذ والتلميذات، وعدم تتبع الأمر والخروج ببيانات توضيحية أو احتجاجية في إطار أدوار هذه الهيئات المدنية حسب التشريع المدرسي والشراكات الضابطة للعلاقات بينها وبين المؤسسات، مشددا على حماية مصوري أو مصورات الوجبات وناشريها في إطار حرية التعبير عن الأضرار”.
في المقابل اكتفى عدد من المتفاعلين مع الصور بـ”الحمدلة والحوقلة والتعبير عن الأسف، رادين محاسبة المقصرين إلى العدالة الإلهية في هذا الشهر العظيم”.
خصخصة خدمات المطعمة بالداخليات
كانت خدمات المطاعم المدرسية في وقت ليس بالبعيد بأيدي مصالح وزارة التربية الوطنية، بداية بتحديد عدد الممنوحين خلال كل سنة، وقدر المنحة اليومية لكل تلميذ وتلميذة المحدد في 20 درهما لتغطية الوجبات الثلاث؛ في حين يضاعف القدر إلى 40 درهما في بعض المؤسسات كالأقسام التحضيرية مثلا، فضلا عن 10 دراهم للتلاميذ المستفيدين من الوجبة الغذائية دون إقامة بالداخليات، ومرورا بالصفقات المتعددة حسب المواد الاستهلاكية وانتهاء بالمراقبة والتقييم والتتبع.
ولتحسين الخدمات أكثر، فكرت وزارة التربية الوطنية في تفويت خدمة المطعمة إلى الشركات وفق دفتر تحملات واضح المعالم، يضمن حقوق النزلاء في الاستفادة من تغذية متكاملة وفي ظروف جيدة دون النقص أو الزيادة في المنح المحددة للمستفيدين أو المستفيدات، مع الإبقاء على لجان المراقبة والتقييم والتتبع في أيدي ممثلي المصالح الإدارية أو المالية بالمؤسسات أو المديريات أو الأكاديميات أو على المستوى المركزي.
وأصدرت الوزارة مذكرة في هذا الباب، بدأ تنزيلها تجريبيا أول مرة بجهة سوس ماسة، وبعد نجاح التجربة جرى تعميمها على داخليات المؤسسات التعليمية بالمغرب.
زيارات تفقدية بجهة الدار البيضاء –سطات
مصادر أفادت بأن عبد المومن طالب، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية التكوين لجهة الدار البيضاء سطات، قام، ليلة السبت /الأحد، بزيارة تفقدية للأقسام الداخلية بمؤسسات تعليمية بالمدينة، في إطار تتبع ومواكبة خدمات الدعم الاجتماعي المقدمة للتلميذات والتلاميذ.
وأوضحت المصادر ذاتها بأن الزيارة التفقدية للمسؤول الجهوي سالف الذكر، والتي كانت مرفوقا فيها بكل من المدير الإقليمي بعاصمة الشاوية ورئيس مصلحة الشؤون الإدارية والمالية ورئيس مصلحة الشؤون القانونية والتواصل والشراكة بالمديرية الإقليمية سطات، شملت القسم الداخلي بمركز الأقسام التحضيرية للمدارس العليا. والتقى طالب، خلال هذه الزيارة التفقدية، أعضاء اللجنة التي يرأسها مدير الأكاديمية بالطاقم الإداري والخدماتي بالمركز الذين قدموا له شروحات حول مختلف العمليات التدبيرية المتعلقة بخدمة الإطعام والإيواء بالمركز. كما اطلع الوفد التربوي على ظروف إعداد الوجبات الغذائية وكذا ظروف تخزين مواد الإطعام. وانتقل الوفد خلال زيارته إلى القسم الداخلي بالثانوية التأهيلية التقنية بمدينة سطات، حيث جرى الاطلاع على مرافق وفضاءات القسم الداخلي ومدى انخراط الطاقم المشتغل في العمل على توفير التغذية بشكل جيد، مع مشاركة مدير الأكاديمية والوفد المرافق له تناول وجبة الإفطار الرمضانية مع التلاميذ، وتواصله معهم حول الخدمات المقدمة وأجواء الدراسة بالمؤسسة التعليمية.
وعرفت الزيارة تواصل مدير الأكاديمية مع هيئة الإدارة التربوية بالمؤسستين التعليميتين، حيث عبرت هذه الأطر عن انخراطها الجدي والمسؤول في خدمة المتعلمين والمتعلمات لتوفير جميع الظروف قصد التحصيل الجيد، إذ ثمن مدير الأكاديمية المجهودات المبذولة، مشجعا في الوقت ذاته الأطر الإدارية وكافة المتدخلين على مواصلة العطاء.
للمديرية الإقليمية رأي
لتسليط الضوء أكثر على قضية الإطعام المدرسي بالأقسام الداخلية وتقديم مزيد من التوضيحات في الموضوع، نظرا للاختصاصات الجديدة وتعدد الشركاء والمتدخلين، ربطت هسبريس الاتصال بعبد العالي السعيدي، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بسطات، الذي أوضح أن زيارة الوفد برئاسة عبد المومن طالب، مدير أكاديمية جهة الدار البيضاء سطات، لعدد من المؤسسات بالمدينة يدخل في إطار التتبع الاعتيادي لخدمات الإطعام للداخليات بإقليم سطات، بعدما جرت زيارات سابقة لمدير الأكاديمية لمؤسسات بمديريات أخرى.
وأكد السعيدي زيارة المدير الجهوي لأكاديمية الدار البيضاء سطات رفقة وفد مكون من رؤساء المصالح لكل من داخلية الأقسام التحضيرية للمعاهد العليا وداخلية الثانوية التقنية، حيث اطلع على نموذج وجبات الإطعام المقدمة للداخليات.
وأفاد المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بسطات بأنه منذ بداية هذه السنة صدرت مذكرة وزراية تنص على اعتماد خدمة الإطعام المدرسي عن طريق تعاقد المديرية مع شركات مختصة في المطمعة؛ بما فيها اقتناء المواد الغذائية وطهيها بالمؤسسات التعليمية وتوظيف المكلفات بالطبخ، مع الحفاظ على قدر المنح التي يخولها القانون للتلميذات والتلاميذ، فضلا عن النموذج نفسه مع تغيير طريقة الخدمة فقط.
وأشار السعيدي إلى أن مديرية سطات أجرت ثلاث صفقات منذ بداية الموسم الدراسي الحالي، موضحا أن المنحة التي يحددها القانون للتلميذات والتلاميذ بالإعدادي والثانوي التأهيلي قدرها 20 درهما يوميا لكل مستفيد خلال الوجبات الثلاث؛ في حين تقدر منحة تلاميذ وتلميذات الأقسام التحضيرية بـ40 درهما يوميا لتغطية مصاريف الوجبات الثلاث، فضلا عن الذين يستفيدون من وجبة غذاء دون إيواء بمنحة قدرها 10 دراهم.
ما ذنب غير الصائمين لأسباب شرعية؟
وبخصوص نزلاء ونزيلات الداخليات المدرسية غير الصائمين لأسباب وأعذار مشروعة كصغر السن الذي يطرح بقوة في السلك الإعدادي أو المصابين بأمراض مزمنة لا تخول لهم الصوم، أو خلال فترة الحيض للتلميذات، أوضح السعيدي أن المصالح الإدارية والمالية بجميع المؤسسات التي تتوفر على داخليات تقوم بجرد مسبق لجميع الحالات، وتتم استفادتهم من وجبات تغذية عادية.
وأضاف المسؤول الإقليمي ذاته أن المصالح الإدارية والمالية، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الجهوي أو الوطني، لها كامل الصلاحية في المراقبة والتقييم والتتبع لخدمات الإطعام التي تسيرها الشركات المعنية بالصفقات حسب دفتر تحملات مضبوط واتخاذ القرارات وفق القوانين الجاري بها العمل.
وفي تعليقه على الصور المنشورة بمواقع التواصل الاجتماعي والتي أثارت ضجة كبيرة بين رواد الوسائط الإلكترونية، قال المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بسطات ينبغي أولا التأكد من صحة الصور، نافيا أن تكون إحداها تعود إلى جهة الدار البيضاء سطات عموما، معللا ذلك بقيام المدير الجهوي بزيارات ميدانية للداخليات قبل انتشار الصور؛ وهو ما يدل على العمل الجدي والتتبع الفعلي الاستباقي والاستماع إلى آراء المستفيدين والمستفيدات دون انتظار نشر الصور أو غيرها.