نشطاء يستنكرون تسريبات مباراة التعليم


 

نشطاء يستنكرون تسريبات مباراة التعليم

جمال ازضوض


استنكر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ما وصفوها بـ”الممارسات المشينة” التي تم رصدها خلال اجتياز المجازين، الأحد، مباراة توظيف الأطر النظامية للأكاديمية الخاصة بالأساتذة وملحقي الاقتصاد والإدارة والملحقين التربويين والملحقين الاجتماعيين؛ وذلك بعد تداول مجموعة من الاختبارات المسربة من قاعات الامتحان.

وتداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” صورا، قيل إنها لأسئلة مختلف مواد الاختبار الكتابي الذي استمر طيلة يوم أمس، مشيرين إلى “تساهل واضح” في حراسة قاعات الامتحانات دون أن يحددوا المؤسسات المعنية، معتبرين أن هذه الممارسات “تضرب في مبدأ تكافؤ الفرص ومبدأ الاستحقاق بين المتبارين”.

وتمكن المتبارون، وفق “التدوينات” والمناشير والصور المرفقة بها، من استعمال الهاتف خلال وقت اجتياز الاختبارات، حيث أظهرت محادثات على تطبيق التراسل الفوري “واتساب” تبادل مجموعة من المشاركين بها أسئلة اختبار مادتي الرياضيات والفيزياء.

في السياق نفسه، أكد الحسن اللحية، أستاذ علوم التربية ومناهج البحث، في شريط مصور على قناته على موقع “يوتيوب” بعنوان “هل عرفت مباراة التعاقد تسريبات: وجوب تحقيق”، توصله في الساعة التاسعة و23 دقيقة من صباح أمس الأحد (يوم المباراة) برسالة عبارة عن صورة تتضمن التسريبات التي عرفتها مباراة التعليم.

وأوضح المتحدث ذاته أنه اطلع على مجموعات يتحاور فيها أشخاص حول مختلف مواد الاختبار المدرجة في المباراة سالفة الذكر، ويعرض آخرون خدمات مقابل مبلغ مادي، واصفا الأمر بـ”الخطير للغاية”.

ودعا أستاذ علوم التربية ومناهج البحث، بعد أن ذكر باشتغاله منذ سنة 2003 مع المركز الوطني للامتحانات، إلى فتح تحقيق في الواقعة قائلا: “اليوم كنشوفو التسريبات.. صحيحة أو لا خاص الوزارة تشتغل بالنفس الوطني فهادشي لمحاكمة كل من وراء التسريبات”.

من جانبه، قال عبد الله غميمط، الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم، إن “الغش كان سائدا في مباراة الأحد بشهادة مراقبين ومتبارين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي”، معتبرا أن المباراة “للأسف مرت في أجواء غير عادية خالية من الجدية والنزاهة وتكافؤ الفرص”.

وأضاف غميمط، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه “الخروقات” التي شابت هذه العملية “دفعتنا، في الجامعة الوطنية للتعليم، إلى إصدار بيان عشية الاثنين نندد فيه بهذه الاختيارات غير المبررة واللاقانونية واللاتربوية”، وفق تعبيره.

وأكد المسؤول النقابي أن بعض المؤسسات في مجموعة من المدن “اشتغلت بمراقب واحد أو اثنين في الحجرة الواحدة، علما أن دلائل إجراءات الامتحانات تدعو إلى تعيين 3 مراقبين لكل حجرة”، مشيرا في السياق ذاته إلى أن “أغلب هؤلاء المراقبين غير منتمين إلى هيئة التدريس”.

هذه المعلومة أكدها كذلك الفاعل التربوي عبد الوهاب السحيمي، الذي ربط حالات الغش والتسريبات المتداولة بـ”إسناد مهمة الحراسة إلى غير الأساتذة، باعتبارها مهمة صعبة وحساسة ودقيقة وتحتاج إلى تكوين وحس وضمير مهني”.

وشدد السحيمي على أن الأساتذة “لم يمتنعوا عن القيام بهذه المهمة”، مبرزا أن ما طالبوا به هو أن لا يتم تكليفهم بها في أوقات الراحة الأسبوعية وبدون أي تعويض، مشيرا إلى أنه “كان على الوزارة، بعد إعلان الأساتذة مقاطعتهم للمباراة، أن تعيد النظر في هذا التاريخ والاستماع إلى مطالبهم”.

في المقابل، أكدت مجموعة من الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين “مرور المباراة في أجواء جيدة”، حيث من المقرر أن تُعلن وزارة التربية الوطنية عن نتائج الاختبارات الكتابية والعملية يوم الخامس من دجنبر المقبل، على أن يجري الناجحون اختبارات شفهية خلال الفترة الممتدة ما بين الـ8 والـ15 من الشهر ذاته.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال