جواب وزارة التعليم على حدث تفويت مؤسسة عمومية للخواص
أحمد الهيبة صمداني
خرجت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي عن صمتها بخصوص نقل تلميذات وتلاميذ الثانوية العمومية أنس بن مالك الإعدادية بالحي الحسني بالدار البيضاء، وتوزيعهم على عدد من مؤسسات المدينة، في إطار الإستعداد لتفويتها للخواص، وهو الخبر الذي أخرج الساكنة المعنية وسياسيين وفاعلين مدنيين للاحتجاج نهاية الأسبوع الماضي.
وكشف مصدر من داخل وزارة التربية الوطنية أن “مؤسسة أنس بن مالك هي ثانوية قديمة وكانت في طور الإغلاق نظرا لكون عدد التلاميذ فيها لم يعد كبيرا في هذا الحي، علما أن الحي الحسني لم يعد ذلك الحي الشعبي، خاصة بعدما أصبح يسكنه عينة من الناس لديهم مستوى دخل نوعا ما مرتفع ولم تعد هذه المؤسسة تستقبل عددا كبيرا من التلاميذ، وهذا الملف يعود لعهد أمزازي أي منذ سنتين”.
وأكد أن “هذه الخطوات جاءت بتشاور مع فدرالية جمعية الآباء و التي وافقت على هذا المقترح، فبعد أن لاحظوا أن عدد التلاميذ قليل في المؤسسة والأخيرة تتجه نحو الإغلاق، عبرت جامعة محمد السادس عن رغبتها للإستفادة منها”.
وشدد المتحدث على أنه “بتنسيق مع فدرالية جمعية الآباء تم الإتفاق على تفويت هذه المؤسسة لجامعة محمد السادس و لكن بمقابل شراكة على أن تتكفل هذه الجامعة بإنشاء عدد قريب من عدد الأقسام التي كانت في تلك الثانوية في مؤسسات أخرى يستفيد منها التلاميذ لتفادي الإكتظاظ، وكذا من أجل توسيع العرض المدرسي، بمعنى أن مؤسسة أنس بن مالك سيتم غلقها، ولكن نفس عدد الأقسام تم بناؤها في هذه المنطقة التي تحتاج إلى حجرات دراسية أكثر و عليها طلب أكثر، كما أن الجامعة قامت بتأهيل مؤسسات أخرى، ما يعني أن التفويت لم يكن بالمجان”.
وعن سؤال حول مصير التلاميذ الذين يفترض أن يكونوا في هذه المؤسسة، أوضح المصدر ذاته، أن “المؤسسة تم إغلاقها منذ سنتين، سوى أنه كان فيها مستوى الثالث إعدادي وكان عددهم قليلا”، مشيرا إلى أن “المنطقة المتواجدة فيها المؤسسة ليس فيها تجمع سكني، والمؤسسات الأخرى قريبة لمنازلهم بـحوالي 500 و600 متر أكثر من هذه المؤسسة التي تبعد عنهم بحوالي كيلومتر وهي قريبة من الجامعة، علما أنه في فترة كوفيد كانت العائلات المستقرة في هذه المنطقة والتي تدرس أبناءها في الخصوصي تضطر إلى التنقل بسياراتهم لمدارس بعيدة جدا من أجل تدريس أبنائهم”.
ولفت المصدر ذاته، أن “هذه الشراكة مع جامعة محمد السادس تتم دائما في محال التربية والتكوين، حيث ستنشئُ الجامعةُ مكانَ هذه المؤسسة مركزا للتكوين له علاقة بالتكوينات التربوية، إذ لم يتم الخروج عن مجال التربية، حيث لم يتم تفويتها لمنعش عقاري أو غيره رغم أنها كانت محط أطماع و كانت هناك ضغوطات كبيرة، و رغم ذلك تم تفويتها في إطار شراكة، وقاموا بالمقابل بتوسيع العرض المدرسي من خلال حجرات دراسية في مؤسسات تحتاج حقا لذلك”.
وخلص المتحدث إلى أن “التفويت لا يتم بشكل مفاجئ و إنما تم بتنسيق مع فدرالية جمعية الآباء وعندما كانت زيارة اللجنة المكلفة قاموا بالزيارة و وافقوا على مقترح تعزيز العرض المدرسي في المؤسسات التي تعاني من الإكتظاظ بدل الإبقاء على المؤسسة التي كانت ستغلق لا محالة، علما أن جامعة محمد السادس التي تم تفويت المؤسسة لها ستنشئ مركز تكوين سيستفيد منه أبناء المنطقة أنفسهم”.
ويأتي خروج وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بهذا التصريح، بعدما تفاجأ آباء و أولياء تلاميذ الثانوية العمومية أنس بن مالك الإعدادية بالحي الحسني بالدار البيضاء، بخبر نقل حوالي 500 من تلميذات و تلاميذ المؤسسة وتوزيعهم على عدد من مؤسسات المدينة، و ذلك في إطار الإستعداد لتفويتها للخواص، كما صرح بذلك آباء التلاميذ.
وأخرج هذا الخبر آباء تلاميذ المؤسسة المعنية للإحتجاج أمامها، نهاية الأسبوع المنصرم ، رفقة عدد من الفاعلين السياسيين والمدنيين، الذين استنكروا الحدث مُطالبين بالتراجع عن التفويت لكونه “لا يراعي ظروفهم الإجتماعية”.