أستاذ مكون بمركز وجدة الجهوي لمهن التربية والتكوين يكشف اسباب رسوب أستاذة متدربة


 

أستاذ مكون  بمركز وجدة الجهوي لمهن التربية والتكوين يكشف اسباب رسوب أستاذة متدربة 



توضيح لا بد منه بخصوص رسوب متدربة
(سعيد عبيد، أستاذ مكون بمركز وجدة الجهوي لمهن التربية والتكوين).

يؤسفني أن أكون مضطرا إلى نشر التوضيح الآتي لمن يهمه الأمر.
أطْلَعني أمسِ بعضُ الفضلاء على تدوينة للراسبة الوحيدة من فوج أساتذة اللغة العربية المتدربين لهذه السنة (2022)، فاندهشتُ للغاية، لا بسبب الأباطيل التي اجترأت على تضمينها تدوينتها، ولكن بسبب أن التدوينة من أولها إلى آخرها بُهتانٌ خالص، يشهدُ على افترائه زملاء فوجها الخمسون (50) الذين اتصل بي بعضُهم مُنشدِهًا من خُطوتها تلك الهوجاءِ غيرِ المسبوقة ولا المفهومة، ومُستنكرا أشدَّ الاستنكار فِعلتَها، ومُبديا رُجولةً مبدئية للشهادة بالحق والحقيقة إداريا وقضائيا إن اقتضى الأمر.
وباختصار أؤكد لمن يهمه الأمر ممن لا يَعرف صرامة كاتب هذا التوضيح في سعيه إلى إقرار مبادئ العدل والمساواة والجدية والصِّدقية والمصداقية قولا وعملا داخل مركز التكوين بجهة الشرق بوجدة، أما من يعرفُه فلا يحتاج إلى هذا البيان، ما يأتي:
1- أن المعنيَّة كانت حالة استثنائية في ما يتعلق بالغياب وعدم الانضباط، حيث تجاوزت غياباتها عن التكوين بسبب متابعة الدراسة المؤدَّى عنها بسلك الماستر بالرباط عتبة المائة (100) ساعة، من بينها أسبوعان كاملان (من الاثنين إلى السبت)، مما حدا بي إلى لفت انتباه إدارة المركز منذ وقت مبكر، وقد راسلت الإدارةُ الأكاديميةَ الجهوية التي للأسف لم تتحرك البتة. وفي هذا السياق أذكر أن المعنية قد بلغ بها الأمر إلى أن تتغيب عن مصوغة "التشريع" غيابا كليا، حيث إنها لم تحضر من ساعاتها ولو حصةً واحدة وحيدة!
2- أن المعنية كانت حالة استثنائية في ما يتعلق بالجانب العلمي من تخصص اللغة العربية في شقه اللغوي، حيث إن درجة الضَّعف كانت لديْها ذات زاوية منفرجة للغاية. وقد اكتشفتُ هذا الأمر منذ بواكير التقويم التشخيصي، غير أني كنت مؤمنا بإمكانية تجاوزه بالدعم المكثف، والعمل الموجَّه، والتكوين الذاتي الفردي والجماعي المستمر. وفي هذا السياق أحطتُ المعنيَّة بعناية خاصة من حيث التوجيه والمتابعة التي تضمنت أربعة عشر (14) أستاذا متدربا لديه صعوبات علمية مختلفة، اثنا عشر (12) منهم مستدركون. غير أنني حزنتُ للغاية حين وجدتُ أن المعنية لا تعير أمرَ ضعفِها الشديد اهتماما البتة، بحيث إنه طيلة خمسة أسابيع من الدعم، الذي تفضَّل ببذل الجهد في تخطيطه وتدبيره وتقويمه زملاؤها المتفوقون في علوم اللغة مشكورين تحت إشراف عبد ربه، لم تُرسل إليهم عملا واحدا من بين ثلاثة أعمال كانت مطالَبةً بها أسبوعيا، ولم ترسل إليَّ شخصيا إلا عملا واحدا يتيما بعد أن نبهتُها من جديد، في حين أغرقني زملاؤها المستدركون الآخرون بأعمال منتظمة تعدُّ بالعشرات! والنتيجة كانت واضحةً كالشمس: تطوَّرَ كافة المستدركين بدرجات متفاوتة، وتجاوزوا تشخيص الضعف السابق كلٌّ بحسبِ تطوُّرِه، واستطاعوا كلهم بجدِّهم ومواظبتهم ودأبهم المصادقةَ على المصوغات العالقة، ولو في حدودها الدنيا، بينما بقيتِ المعنيَّةُ في العتبة التي وجدتُها عليها في الحصة الأولى، حصةِ التقويم التشخيصي، لانعدام بذل الجهد انعداما شبهَ كلي! وهذا ليس غريبا، لأن مما هو مركوزٌ في العقول أن الجزاءَ من جنس العمل.
وهكذا، فإن المعنية دخلت المركز وهي تفتقد أدنى المقومات اللغوية العلمية البدَهية التي تؤهِّلُها للتصدي لمهنة التعليم، وخرجتْ منه وهي لا تزالُ كذلك.
3- أن المعنيَّة أقدمتْ على خطيئة علمية أخلاقية فادحة كان بالإمكان أن تقدَّم بسببها إلى مجلس الانضباط الذي لن يرضَى عقلاؤه حين يَجمعون هذه الخطيئة إلى خطيئة الغياب الماراطوني بغير عقوبة الفصل المستحقَّة. لكنني مع ذلك سترتُها، ولم أُبْدِها لزملاء فوجها الذين خدعتْني وإياهم، بل لم أواجهْها هي نفسَها بخطيئتها هاته إلا بعد أن أتمَّتْ كافة اختباراتها الاستدراكية، وذلك حِرصا مني على ألا تضطرب إن هي علمتْ أني أعلمُ ما اقترفتْ وأخْفَتْ... ولولا أنها افترتْ ما افترتْ في تدوينتها المشار إليها ما ذكرتُ هذه الخطيئة هنا، لكن إحقاق الحق وإزهاق الباطل يفرضان ذلك فرْضا لا مَهرب منه. يتعلَّق الأمر بسرقة علمية لمقال باحث بسلك الدكتوراه بفاس اسمُه (بوطاهر بوسدر) بعنوان "المعايير النصية: الاتساق والانسجام"، منشور على موقع الأَلوكة بتاريخ 23/12/2017 على الرابط أسفلَه:
حيث إنها كانت مكلَّفة بمعيَّة زميلٍ لها بتلخيص كتاب "لسانيات النص: مدخل إلى انسجام الخطاب" لمحمد الخطابي، فقامت بسلخ المقال المشار إليه سلخا حرفيا، من ألفه إلى يائه، وبإحالاته، ثم قدَّمتْهُ لزملائها ولي – عبر المِسلاط العاكس، بطريقة غريبة، وثِقةٍ في النفس أغربَ - على أنه خلاصةُ جُهدِها في تلخيص فصول من الكتاب!!! في حين كان زميلُها المشهود له بالجد والكد والتدقيق والتفنن في عمله غارِقا في أوراقه التي أعدَّها ببناتِ مُقلتيْه، وبلَّلها بعرقِ جَبينه، وذاك عندي أعظم أجرا ولو كان جهد المُقِلِّ... لأنه عملٌ أصيل صادق مُخلص.
4- إن النقط التي حصلتْ عليها المعنيَّةُ موضوعية بأقصى ما يُمكن، وبصرامة لا شيةَ فيها، فالكل أمام التقويم العلمي سواسية، ولا دخلَ فيه لأيِّ اعتبارٍ آخرَ خارجي – ولم أفعلْ ذلك في حياتي المِهنية قطُّ، وكيف أفعلُه وأنا الذي أكوِّنُ أجيال أساتذة الغد بصرامة على كافة مبادئ التقويم المثالي (ما أمكن) الذي يسترشد بكمالِ قوله تعالى (وأنْ ليس للإنسان إلا ما سَعَى، وأنَّ سَعيَه سوفَ يُرَى)؟ - وإنَّ أوراقها مع كافة أوراق المتدربين محفوظةٌ لدى إدارة المركز، وإن حقها في اللجوء إلى القضاء مضمون إن كانت تريد أن تكون عمَليةً بدلَ التشهير الفارغ في فضاءات التواصل الرقمي، وبدلَ (لايْكات) الجاهلين لكافة حيثيات الموضوع، فإن شهِدَ لها بما تدَّعي من بُهتانٍ فارغٍ ثلاثةُ عُدولٍ فحسبُ من زملائها الخمسين الذين درسُوا معها، فإني مستعد لأن أقدِّم استقالتي أنَفَةً.
أما بعدُ، فإن الشرَفَ في استحقاقِ المَفاخرِ، لا في امتلاكِها أو حيازتها بلا استحقاق، وإن من بحثَ عن النجاح في أي مجال من مجالات الحياة دون أن يكون أهلًا له فقد ظلم نفسَه، فكيف به إن كان الأمر يتعلَّق بأشرفِ المهنِ، التعليمِ مهنةِ الأنبياء، حيث أمانةُ الأجيال، والأمانةُ خزيٌ وندامة يوم القيامة؟ إن ذلك إنْ تحقق لهوَ طَعنةٌ غادرةٌ نافذةٌ في قلبِ العِلم والتعليم العمومي ومدرسة أولاد الشعب، وقسَما لزَما لن تكون هذه الطعنة يومًا بتوقيعِ خِنجرٍ عليه اسمُ سعيد عبيد ما أحياهُ الله!
وبه وجبَ الإعلام،
والسلام.
أ) استدراك أول: فوج هذه السنة (2022) من أساتذة اللغة العربية بصفة عامة فوجٌ استثنائيٌّ للغاية، لا على صعيد الصِّدق في طلَب المعرفة العلمية والمهنية فحسب، ولا الجِد في بناء الذات من خلال إلحاح السؤال، ونقد الاستبصار، والتفنن في الأداء أحيانا إلى درجة الإبهار، ولكنْ كذلك من خلال روح الفريق التي لاحظتُ أنها تَحكُم دينامية جماعته، مودةً وتعاونا وخِدمةً وتضحية، وإني بالمستقبل المهني لكثير من متدربيه لواثق مستبشرٌ سعيد.
ب) استدراك ثان: تجدون رفقته صورتين من تدوينة شكرٍ سابقة للمعنيَّة، الأولى أصليةٌ بتاريخ 8 يوليوز الجاري، أي قبل التقويم، تصفني فيها بـ"الأستاذ الموقَّر"، والثانية مُعدَّلةٌ بتاريخ 21 يوليوز، أي بعد التقويم، تحذف منها اسمي البتة، وذلك حتى لا ينفضح تناقضُها مع افترائها عليَّ. في ذا السياق تذكرتُ قولَه تعالى في الذين تَعلمون: (ومِنهُم مَن يَلمِزُك في الصدَقات، فإنْ أُعْطُوا مِنها رَضُوا، وإلَّمْ يُعطَوْا مِنها إذا هُم يَسخَطون)، وكأن التعليم أصبح مَغنَما يصدُق عليه قول المَهَتْما غَندي "كثيرون حولَ الغنائم، قليلون حول الوطن"!
سعيد عبيد،
المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق بوجدة.









إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال