احتضان المملكة المغربية لفعاليات المؤتمر الدولي السابع لليونسكو لتعلم الكبار وتعليمهم
أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله أن احتضان المملكة المغربية لفعاليات المؤتمر الدولي السابع لليونسكو لتعلم الكبار وتعليمهم يكرس انخراطها الفعلي في ترسيخ مبدأ التعلم مدى الحياة، مبرزا جلالته في الرسالة الملكية السامية التي وجهها إلى المشاركين، في هذا المؤتمر الدولي، الذي تحتضن أشغاله مدينة مراكش على مدى أيام 15 و16 و17 يونيو الجاري، " أن هذا الالتزام تجسد على أرض الواقع، من خلال التحاق مدينتي شفشاون وبنجرير بالشبكة العالمية لمدن التعلم، وحصول المغرب على كرسي اليونسكو".
وأوضح صاحب الجلالة في الرسالة الملكية السامية، التي تلاها السيد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، أن المغرب حقق هذه الانجازات بفضل إنشائه مرصدا للتعلم مدى الحياة، ومساهمته في إعداد آليات لتتبع وتقييم مستوى التعلمات، بشراكة مع معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة. وأشار صاحب الجلالة أن المملكة تتميز بدينامية ملحوظة، بفضل تعاون وتضافر جهود جميع الفاعلين، من قطاع عام وخاص، وكذا الجامعات والجماعات الترابية ومنظمات المجتمع المدني والشركاء الدوليين، الذين يسهرون على تنزيل السياسات والبرامج الخاصة بالمتعلم الكبير.
وأكد السيد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أن اختيار المغرب لاحتضان أشغال المؤتمر الدولي السابع لليونسكو لتعلم الكبار وتعليمهم، يشكل اعترافا بالمجهودات التي تقوم بها المملكة والتطور الذي تعرفه في مجال النهوض بتعليم الكبار والتعلم مدى الحياة.
واعتبر أن هذا المؤتمر يشكل مناسبة مواتية لتطوير التعاون جنوب - جنوب من خلال سلسلة من الورشات التي تتماشى مع التوجه الإفريقي للمملكة، ومناسبة أيضا لتسريع وتيرة الإصلاحات التي تم إطلاقها على الصعيد الوطني والجهوي في مجال تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة، مستحضرا في هذا الصدد، سلسلة من الإصلاحات التي باشرها المغرب منذ عدة سنوات في قطاعي التربية والتكوين، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
كما أبرز بالمناسبة انخراط المغرب، في إطار النموذج التنموي الجديد، من أجل إعطاء الأولوية لقطاع التربية، والعلوم والثقافة، والتي يشكل النهوض بها رافعة أساسية لبلوغ أهداف التنمية المستدامة، داعيا مختلف الأطراف المعنية إلى تجديد انخراطها لتطوير تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة، خدمة لأهداف التنمية المستدامة في أفق العام 2030.
من جهتها أشادت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، السيدة أودري أزولاي بالانخراط المتجدد للمغرب من أجل التعليم، مؤكدة أن "المملكة المغربية باحتضانها لهذا المؤتمر الهام، تثبت من جديد انخراطها من أجل التعليم، ومن أجل اليونسكو".
وأبرزت أن هذا المؤتمر يسعى إلى "جمع المنتظم الدولي للسير قدما فيما يتعلق بحق الكبار في التعليم"، مشيرة إلى أن تعليم الكبار يعد "رافعة لا محيد عنها بغية المضي قدما سويا نحو أهداف التنمية المستدامة، ونحو الانتقال الأخضر"، داعية إلى توسيع وتعزيز الجهود بغرض ضمان تعميم تعليم الكبار.
هذا، ووقع السيد شكيب بنموسى، على هامش أشغال هذا المؤتمر اتفاقية شراكة مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والمندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والكاتب العام لوزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولات الصغرى والتشغيل والكفاءات، والوالي المدير العام للجماعات الترابية بوزارة الداخلية، ومدير الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية ومدير معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة، تتعلق بإنشاء المعهد الإفريقي للتعلم مدى الحياة، وذلك بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يهدف إلى تطوير وتقوية قدرات المؤسسات والفاعلين والشركاء بخصوص التعلم مدى الحياة، لاسيما مدن التعلم، وتقاسم المعارف، والموارد والأدوات
في مجال تعلم الكبار وتعليمهم، وكذا تطوير التبادلات والتعاون بين مدن التعلم الإفريقية.
وأكد السيد شكيب بنموسى أن إنشاء هذا المعهد يترجم توجهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله التي تخص إنشاء هيئة منخرطة بالقارة الافريقية في مجال تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة، معتبرا أن الابتكار في هذا المسعى، يتمثل في الاعتماد على مجموعة من الهيئات التي توجد أصلا بالمغرب، وفي باقي بلدان القارة، والتي تتدخل اليوم في ميدان تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة، ،حيث يمكن لهذه الهيئات من خلال الجمع بين خبرتها وتقاسم الممارسات المبتكرة، إحداث تبادل بين البلدان الافريقية، وإرساء تكوينات بالنظائر، قصد مواكبة، بأقل تكلفة وبشكل مرن، الحاجيات المعبر عنها في هذا الميدان بالعديد من البلدان الافريقية.
كما أجرى السيد شكيب بنموسى على هامش أشغاله سلسلة من المباحثات مع وزراء الدول الإفريقية لتعزيز التعاون المشترك في مجال النهوض بتعلم الكبار وتعليمهم.
وتجدر الإشارة أن المؤتمر الدولي السابع لليونسكو لتعلم الكبار وتعليمهم، ينظم بتعاون بين الحكومة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وتلتئم فيه الأطراف المعنية من العالم برمته قصد تحديد مستقبل تعلم الكبار وتعليمهم، خلال العقد المقبل، ويشكل مناسبة لمناقشة السياسات الناجعة لتعلم وتعليم الكبار في أفق تعلم مدى الحياة، لأجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.