تلاميذ يستعينون بالرقية الشرعية لاجتياز امتحانات الباكالوريا
كلما اقترب موعد الإمتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا، إلا وطفت على السطح بعض الأحداث التي تخلق جدلا بوسائط التواصل الإجتماعي، خاصة تلك المعلقة ببعض الوسائل التي يرغب أصحابها من خلالها توفير وسائل، غير علمية ولا معرفية، لمساعدة التلاميذ على اجتياز الإمتحانات المذكورة.
لكن المثير هذه السنة هو ظهور صفحة يروج من خلالها صاحبها لإجراء حصص من الرقية الشرعية للتلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات البكالوريا، وهو الأمر الذي فجر سجالا واسعا في منصات التواصل الإجتماعي بالمغرب.
الإعلان الذي وضعه واحد ممن يسمون أنفسهم ـ”راقي شرعي” و وصفه بـالـ “هام للطلبة المقبلين على امتحانات الجهوي والبكالوريا”، أكد فيه صاحبه أنه سيقوم برقية شرعية على قناته باليوتيوب من حسد الدراسة والنجاح”.
الإعلان المذكور تمت مشاركته من طرف عددٍ كبير من رواد الويب المغربي، مرفقينه بتعاليق مختلفة، منها من عبر من خلالها عن رفضه لمثل هذه الممارسات التي وصفت بـ”الخرافية والدجلية”، فيما حبَّـــذ عددٌ آخر الفكرة معتبرين أنها “من صميم الدين الإســـلامي”.
و دون ناشطٌ تعليقا على ملصق الرقية الشرعية المنشور بإحدى المجموعات الخاصة بالطلبة، يقول: “ما هي القيمة المضافة من هذا المبزور وليس المنشور…”، فردَّت عليه ناشطة تسمي نفسها هانم ” عندك عقدة من الدين نتمنى ليك الشفاء العاجل لأنك غادي فالخسران”.
ناشط آخر سمى نفسه سيمحمد علَّق قائلا : الغريب هو الإسترزاق بالدين حتى لو أدى الأمر إلى مشاركة الخالق في مهامه” فرد عليه إسماعيل “لا شيئ غريب …سير ضرب تمارة باش تفاليدي ماشي دير الرقية باش تفاليدي”.
مهدي يقول تعليقا على الملصق نفسه “الحسد موجود وحسد الدراسة بالخصوص والرقية الشرعية جائزة فما الغريب يا ترى؟” فيما علَّقت حبيبة أبيها قائلة: “بنادم ميبقاش يضحك و يستهزأ بشي حاجة لي كاينة وكنعيشوها و الأكثر من ذلك مذكورة في القرآن بداعي الإنفتاح و العلم راه القرآن أعمق من العلم”.
زيان ناشط آخر علق على الملصق قائلا “راقي يبحث عن الشهرة من التلاميذ في ظروف صعبة يمرون منها خاصة أيام الإمتحانات، قمة الجهل والعبث بالدين”، أما أيوب فقال في تعليق ردًّا على مُنْتَقدي من انْتَـــقدَ المنشور “و كما كان متوقعا؛ هجوم من الرجعيين باردين الكتاف اللي كيأمنو أن الخرافة غادي تنجحهم بدل ما ينوضو يخدمو و نساو أن العمل عبادة”.
الجدل الذي خلقه المنشور دفع إلى التساؤل حول ما إن كان لوزارة التربية الوطنية والجهات المختصة دور في حماية تلاميذ يعيشون تحت ضغط الإعداد للإمتحانات، من الإستغلال التجاري، تارة باسم دروس الدعم و التقوية و أخرى لبيع وسائل تكنولوجية للمساعدة في الغش، ليصل الدور الآن إلى استغلالهم ( أي التلاميذ) من طرف دعاة ما يسمى بـ”الرقيَّـــة الشَّــــرعية” !!
يذكر أن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة كانت قد أعلنت أن” اختبارات الدورة العادية تجري أيام 20 و21 و22 يونيو بالنسبة للقطب العلمي والتقني والمهني والمتعلق بشعبة العلوم التجريبية بمسالكها، وشعبة العلوم الرياضية بمسلكيها، وشعبة علوم الاقتصاد والتدبير بمسلكيها، وشعبة العلوم والتكنولوجيات بمسلكيها، وشعبة الفنون التطبيقية، وجميع مسالك البكالوريا المهنية.
أما قطب الآداب والتعليم الأصيل والمتعلق بشعبة الآداب والعلوم الإنسانية بمسلكها، وشعبة التعليم الأصيل بمسلكها، فستجرى الدورة العادية يومي 23 و24 يونيو، على أساس أن يجرى يوم 23 يونيو اختبار مادة علوم الحياة والأرض المسلك تسيير ضيعة فلاحية.
وسيتم الإعلان عن نتائج الدورة العادية لامتحان نيل شهادة البكالوريا يوم 01 يوليوز، وكذا الإعلان عن نتائج الدورة الاستدراكية لامتحان نيل شهادة البكالوريا يوم 22 يوليوز.