احتمال الاصابة بفيروسي كوفيد و الجدرى في وقت واحد ممكن جدا
بعد تسجيل أول حالة إصابة واردة بمرض جدري القردة بالمغرب، طفت على السطح تساؤلات بخصوص إمكانية إصابة الأشخاص بفيروسي “كوفيد 19” والجدري في الآن ذاته، وحول مدى خطورة هذا الوضع.
في هذا الإطار أكد البروفيسور الطيب حمضي أن “الإصابة بالفيروسين معا احتمال قائم ومدروس نظريا”، إلا أنه سجل غياب دراسات وافية حول هذه الحالة وكيفية التعاطي الطبي معها.
وأوضح المتحدث ذاته، في اتصال مع هسبريس، أن “مصير المصاب في هذه الحالة سيتحدد بعد التشخيص”.
كما أورد حمضي أن جسم الإنسان يحتوي على عدد من الفيروسات، وأن الجهاز التنفسي للشخص يضم 19 فيروسا تعيش معه بشكل دائم، “وكلها فيروسات لا تشكل أي أعراض أو مشاكل إلا في حالة ضعف مناعة الإنسان”.
من جهة أخرى أثبتت إحدى الدراسات أن 18 في المائة من المرضى الذين يرقدون في المستشفيات بأمريكا بسبب إصابة ميكروبية، يتم تسجيل إصابتهم بفيروسين، أو بفيروس وجرثومة. كما كشفت دراسة أخرى أجريت على حوالي 40 ألف شخص يعانون من أمراض ناتجة عن فيروسات الجهاز التنفسي أن 35 بالمائة منهم مصابون بفيروس واحد، و8 بالمائة فقط بفيروسين معا.
ونبه البروفيسور حمضي إلى وجود فيروسات تعقد حالة المريض الصحية، كما كان يحدث بالنسبة للمصابين بكوفيد وبالأنفلونزا الموسمية، حيث يتم تطوير أعراض خطيرة، وزاد: “بالمقابل هناك فيروسات تتنافس في ما بينها ولا تصيب الإنسان في آن واحد”.
كما أكد الخبير ذاته أن “طبيعة الأعراض التي يمكن أن تنتج عن الإصابة بالفيروسين مازالت غير محددة بدقة، وما إذا كانت أعراض ستغلب على أخرى”، وقال إن “حالات الإصابة بالجدري مازالت محدودة، وأغلبها مسجلة بوسط وغرب إفريقيا؛ لذلك طرح مثل هذه الأسئلة حول إمكانية التحام الفيروسين معا داخل جسم الإنسان ميدان جديد ستشمله الدراسات العلمية المستمرة حول كوفيد والجدري”.
يشار إلى أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أكدت أن الحالة الصحية للمصاب بجدري القردة مستقرة ولا تدعو للقلق، ويوجد حاليا تحت الرعاية الصحية، حيث يتم التكفل به وفقا للإجراءات الصحية المعتمدة.
وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها، أنه بعد التوصل بنتائج التحاليل المخبرية للحالة المؤكدة باشر المركزان الوطني والجهوي لعمليات طوارئ الصحة العامة، وكذا فرق الاستجابة السريعة، التحريات الوبائية المعتمدة من أجل حصر لائحة جميع المخالطين للمصاب، بغية مراقبتهم واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع تفشي الفيروس، وفقا لمعايير السلامة الصحية الوطنية والدولية، حيث لم تظهر عليهم أي أعراض إلى حدود الساعة. كما تم إخطار منظمة الصحة العالمية ومسؤولي اللوائح الصحية العالمية بالدولة مصدر الحالة بنتائج التحاليل.