كلية توزع 400 صفرا (0/20) على طلبة السنة الختامية
جدلٌ لا متناهٍ وأخبارٌ ضجّت بها شبكات التواصل الاجتماعي نشرَتها صفحات ومجموعات طلّابية “فيسبوكية”، أفادت بحصول 400 طالب في إحدى مواد الأسدس الأخير من سلك الإجازة على نقطة “صفر”؛ إذ لا حديثَ بين طلبة سلك الإجازة بكلية عين السبع، لاسيما منهم ذوي السنة الختامية في شعبة العلوم الاقتصادية (سنة التخرج)، إلاّ عن هذا الموضوع.
وتعيش كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بعين السبع، التابعة لجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، منذ أسابيع، على “صفيح ساخن”، وإيقاع وَصَفته مصادر من الطلبة الذين يدرسون حالياً بها على أنه “مُغرقٌ في العشوائية والتدبير اللّامنطقي لشؤون الطلبة، ولاسيَما في ما يتعلق بتدبير الزمن الجامعي وبرمجة فجائية للامتحانات دون مراعاة ولا إشراك للطلبة في اتخاذ القرارات، لِما تتطلّبُه بعض المواد والتخصصات من تركيز وجهد في الإعداد والمراجعة”.
في سياق متصل، أثارت العديدَ من التعاليق والمنشورات التي انتشرت منذ نهاية الأسبوع المنصرم، وتطرّق أصحابها إلى “فوضى في تسيير شؤون الامتحانات، والتخبّط الحاصل في مَنح بعض النقط إلى درجة الوقوع، أحياناً، في الخلط بين أرقام الطلبة وهوياتهم”؛ وهو ما أكّده طالب يدرس في السنة الثالثة لشعبة الاقتصاد بكلية عين السبع، في حديثه مع هسبريس، مشدداً على أن الأمر لا يتعلق فقط بمادة “Recherche opérationnelle” التي أُثير حولها اللغط الأخير ونال فيها عشرات الطلاب في سنتهم الختامية للإجازة تنقيط “صفر”، بل بمادة أخرى أيضاً “سبق أن أثارت جدلا مماثلا قبل أسبوع فقط، لكن النقاش عنها خفَت تدريجياً”.
وأضاف الطالب، الذي فضّل عدم كشف اسمه، أن تنقيط “صفر” أمر حَصل فعلا؛ “بسبب عدم الإعداد الجيد للامتحانات وتزامُنها مباشرة مع فترة ما بعد شهر رمضان الماضي؛ بينما لم يكن أغلب الطلبة أكملوا الحصص المخصصة لهم قبل أن يُفاجؤوا بجدولة وشيكة لموعد الامتحان”؛ في حين تساءلت بعض الصفحات المهتمة بالتعليم العالي في المغرب على مواقع التواصل عن السبب الحقيقي وراء ذلك، موردةً أن ذلك “قد يكون شكل احتجاج من الطلبة الذين اختلط عليهم الأمر بعد الانتقال من نظام الإجازة إلى نظام الباشلور قبل التخلي عن هذا الأخير مؤخرا بقرار وزاري”.
وخلُص مصدرإلى أن “انتقادات كثيرة طالت ومازالت تسيير كلية عين السبع، (لاسيما شعبة الاقتصاد) في ظل مستوى الطلبة الأكاديمي والمعرفي المستمر في التدني والتراجع؛ في ظل لا مبالاة من طرف المصالح الإدارية المعنية”؛ خاتماً حديثه بالقول إن “مشكلة التنقيط ربما ليست سوى جبل الجليد الظاهر”.