هل سيدخُل فيروس جُدري القُرود القاتل المغرب بعد وصوله إلى الحُدود؟.. خبير يجيب
وصل فيروس “جدري القرود” إلى حدود المملكة المغربية، تحديدا بالجارة الشمالية إسبانيا التي سجلت العشرات من الإصابات يوم أمس الأربعاء 18 ماي الجاري.
ويأتي انتشار هذا المرض النادر في الوقت الذي أعادت فيه المملكتان المغربية والإسبانية فتح حدودهما البرية أول أمس، بعد إغلاق دام سنتين بسبب تفشي الجائحة والأزمة الديبلوماسية بين الجانبين.
وأعلنت إسبانيا والبرتغال الأربعاء أنهما سجّلتا أكثر من أربعين إصابة مؤكدة أو يشتبه في أنها بمرض جدري القرود، وهو مرض نادر في أوروبا.
كما أعلنت السلطات الصحية المحلية في منطقة مدريد لوحدها، مساء الأربعاء اكتشاف 23 إصابة يشتبه في أنها جدري القرود، وهو مرض متوطّن في غرب إفريقيا.
وأورد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أنه ليس هنالك ما يدعو للقلق في المغرب بخصوص انتشار “جدري القرود” في أوروبا، مبرزا أن الإنذارات والتحذيرات هي فقط من أجل الحذر والتتبع ومواكبة تطور هذا الفيروس.
وسجل حمضي في تصريح لـ “آشكاين” أنه تم رصد حالات قليلة في بريطانيا وأمريكا وإسبانيا والبرتغال، مسترسلا “التخوف اليوم يكمن في أن الفيروس ممكن يكون عندو طرق أخرى للانتشار من الانسان للانسان أو ممكن يكتسي هاذ الخطورة “، بحسبه.
وعن أعراض المرض، يردف الطبيب، “الأعراض في المجمل تتمثل في “الزكام وانتفاخ الغدد اللمفاوية وتقرحات جلد الانسان المصاب والحرارة وآلام في المفاصل وتعب وبعد 3 أيام من الإصابة تظهر بعض التقرحات كالجدري الذي تم القضاء عليه في نهاية السبعينات بالإضافة إلى صداع الرأس والإرهاق، وكل من شعر بهذه الأعراض عليه التوجه لأقرب مستشفى”.
وأضاف حمضي أن هذا المرض ليس جديدا وإنما انتشر في بادئ الأمر بوسط إفريقيا منذ 7 عقود، وأنه ينتقل من الحيوان للإنسان، مضيفا “وفي حالات قليلة تم انتقال الفيروس من انسان للإنسان وتم تسجيلها في بعض الدول الأفريقية قبل عقود”.
وأوضح أن أصل تسمية المرض بـ “جدري القرود” تعود إلى أمريكا حيث تم أخذ بعض القردة قصد استخدامها في تجارب، إلا أن المرض انتقل إلى بعض الأشخاص، ليطلقوا عليه الإسم الحالي، رغم أن القرود ليست الناقل الأساسي وإنما القرضيات”.
واليوم بعد انتشاره في بعض الدول الأوروبية، يتابع الباحث في النظم السياسية “لاحظ الأوروبيون أن المصابين بهذا المرض هم من الرجال الذين لهم علاقات مثلية”، مشيرا إلى أنه لحد الساعة ليست هنالك إصابات في صفوف النساء.
وشرح حمضي بعض طرق انتقال المرض من الحيوان إلى الإنسان، قائلا: “الفيروس ممكن ينتقل عن طريق التنفس أو لمس سوائل من حيوانات مريضة بهذا الفيروس أو لحوم نيئة لحيوانات مريضة بهذا المرض”، مؤكدا على أنه يمكن أن ينتقل بطرق أخرى غير معروفة لحد الساعة”.
وتابع “ونسبة إماتة المرض تتراوح بين 1 و 10 في المائة من أصل 100 شخص مصاب، ويشكل خطرا أكبر على الأطفال الصغار، أما باقي الحالات يمكن أن يشفوا منه بعد 3 أسابيع بصفة نهائية “، بحسب تعبيره.
أما بخصوص وجود لقاح أو دواء للمرض، يقول المتحدث “لحد الساعة ليس هنالك أي لقاح أو أدوية لجدري القرود”، مسترسلا “ولكن من كان الجدري العادي كان لقاحه فعال ب 80 في المائة على هذا المرض ولكن عند القضاء عليه في السبعينات لم يعد يتم إنتاج ذلك النوع من اللقاحات”.