ماذا يقصد بفقر التعليم بالمغرب؟
قالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) إن 70 في المائة من التلاميذ الذكور في المغرب يعانون من فقر التعليم في المرحلة النهائية من التعليم الابتدائي، فيما تصل النسبة لدى الفتيات إلى 61 في المائة.
ماذا يقصد بـ فقر التعليم؟
أوضحت المنظمة في تقرير عنوانه “لا إهمال لأي طفل”، أن بيانات 57 دولة بما فيها المغرب، تشير إلى فقر التعليم، حيث يكون أداء الأولاد في سن العاشرة أسوأ من الفتيات في إتقان مهارات القراءة، وكذلك في المرحلة الثانوية يستمر المراهقون في التخلف عن الفتيات في مهارات القراءة.
يقصد بمصطلح “فقر التعليم” أن نسبة كبيرة من الأطفال دون العاشرة لا تستطيع قراءة نص صغير مناسب لهم وفهمه، مما يؤدي إلى قصور في تعلمهم وإعاقة تقدم بلدانهم في مجال تكوين رأس المال البشري.
ويتعدى فقر التعليم مهارة القراءة ليشمل عددا من المعارف والكفايات التي لا يتقنها التلاميذ في بعض المواد الدراسية، مما يشكل عائقا أمام تحصيلهم العلمي، وقد يؤثر سلبا على مواصلة الدراسة.
وأضاف التقرير أنه “على الرغم من أن الفتيات يجدن صعوبة أكبر في الوصول إلى التعليم ويشكلن غالبية الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في المرحلة الابتدائية، إلا أن الأولاد يواجهون تحديات متزايدة في مراحل لاحقة”.
الفقر وعمالة الأطفال
ويشكل الفقر وعمالة الأطفال أكثر العوائق التي تحول دون تعليم الأولاد، حسب التقرير فإنه من بين 160 مليون طفل منخرطون في نشاط عمالي في عام 2020، كان هناك 97 مليون ولد.
وعزا التقرير ذلك إلى عدم وجود إطار قانوني وقائي، حيث ان 55 دولة فقط، من أصل 146 دولة، لديها قوانين تنص على حد أدنى لسن العمل، يتوافق مع نهاية سنوات التعليم الإلزامي، المنصول عليها في هذه البلدان، فوق سن 15، في حين أن 31 في المائة من البلدان التي شملها التقرير، تحدد سن العمل في أقل من 15 سنة، أي أنها لا تحدد بوضوح الحد الأدنى لسن العمالة.
وقالت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونيسكو إن ” الفقر وعمالة الأطفال يمكن أن يؤديا بالفتيان إلى الانقطاع عن الدراسة. ولمنع ذلك، من الضروري أن تقوم الدول بمواءمة الحد الأدنى لسن العمل مع نهاية التعليم الإلزامي.”
الفتيات والفتيان يتعلمون القليل
إن الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة يهدف إلى ضمان تعليم جيد ومنصف وشامل، فضلا عن تعزيز التعليم مدى الحياة للمجتمع، وفق ما هو منصوص عليه في خطة عام 2030.
ولا يتطلب ذلك فقط زيادة الجهود لإدخال الفتيات إلى المدرسة وتوفير بيئات تعليمية داعمة لهن، ولكن أيضا لإبقاء الأولاد في المدرسة ودعمهم طوال فترة تعليمهم، كما يستلزم ذلك تحولا في محتوى التدريس والتعلم والعمليات والبيئات والسياسات والخطط والموارد التي تدعم المساواة بين الجنسين.
على الصعيد العالمي، لا تزال الفتيات أقل حظا من الأولاد لدخول المدرسة في المقام الأول، بينما في بلدان عديدة، يكون الأولاد أكثر عرضة للفشل في إكمال تعليمهم.
في السابق، كان انسحاب الأولاد والتسرب من المدرسة مصدر قلق بشكل رئيسي في البلدان ذات الدخل المرتفع، ولكن في العديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، يتخلف الأولاد الآن عن الفتيات في الالتحاق بالتعليم الأساسي وإتمامه.
أظهرت أزمة التعلم العالمية أنه على الرغم من ولوج الفتيان والفتيات إلى المدرسة، على حد سواء، إلا أنهم يتعلمون القليل، في حين تستمر الفجوة بين الجنسين في مهارات القراءة على حساب الفتيان، وهي آخذة في الاتساع في العديد من البلدان.