"توفير الدعم النفسي للطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا " أصبح من مطالب تنسيقيتهم الى جانب تأمين مستقبلهم الدراسي.
بينما تبحث وزارة التعليم العالي عن حل لوضعية الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا قسريا، بسبب الحرب بينها وبين روسيا، مقترحة إدماجهم في الجامعات المغربية، يعيش الطلبة المعنيون وذووهم وسط أزمة نفسية حادة، دفعت ببعض الطلبة إلى الإقدام على محاولة الانتحار، وفق معطيات حصلت عليها هسبريس.
ويستعد آباء وأمهات وأولياء طلبة المغرب بأوكرانيا لعقد الجمع العام التأسيسي لتنسيقيتهم غدا الأحد بالرباط، تحت شعار “جميعا من أجل مستقبل أبنائنا الدراسي”.
وأفاد مصدر من اللجنة التحضيرية للجمع العام بأن الغاية من إنشاء هذا الهيكل التنظيمي هي “رص صفوف آباء وأمهات الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، وإنشاء إطار يتولى التفاوض مع وزارة التعليم العالي، ورفع الملتمسات ومقترحات الحلول إليها”.
وفيما لم يتضح بعد مصير الطلبة المغاربة الذين فصلتهم الحرب عن دراستهم بأوكرانيا، بعد نحو ثلاثة أسابيع من عودتهم إلى المغرب، إذ يواجَه اقتراح إدماجهم بشكل مباشر في الجامعات بمعارضة بعض الجهات، قال المصدر الذي تحدث إلى هسبريس إن “على الوزارة أن تخصص أولا مواكبة نفسية للطلبة الفارين من الحرب”.
وتابع المصدر ذاته: “الوزارة لم تأخذ بيد أبنائنا الذين يعانون من أزمة نفسية شديدة، ومنهم من أقدم على محاولة الانتحار بعد العودة إلى المغرب، ومنهم من رفض العودة وغادر أوكرانيا نحو ألمانيا ودول أوروبية أخرى، تاركا مساره الدراسي خلفه، لأنهم يخافون من ضياع مستقبلهم إذا عادوا إلى المملكة”.
ورغم اقتراح وزارة التعليم العالي إدماج الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا في الجامعات المغربية فإن مسألة اللغة التي سيدرسون بها تطرح إشكالا، إذ كانوا يدرسون في أوكرانيا باللغتين الأوكرانية والإنجليزية، بينما سيتعين عليهم أن يدرسوا في المغرب باللغة الفرنسية.
واعتبر المصدر الذي تحدث إلى هسبريس أن هناك نقاشا في صفوف آباء وأمهات وأولياء الطلبة حول هذا الموضوع، غير أنه اعتبر أنه لن يطرح إشكالا، على اعتبار أن أغلب الطلبة لن يجدوا مشكلا في الدراسة بالفرنسية، باعتبارها اللغة الأجنبية الأولى في البلاد.
وأضاف المصدر ذاته أن السبب الرئيسي الذي دفع الطلبة المغاربة المتمدرسين في أوكرانيا إلى مغادرة بلدهم في الأصل هو أن أنهم “لم تُعط لهم فرصة، وكانوا عرضة للبطالة فاضطروا إلى الهجرة”.
وبخصوص وجود ما يكفي من المقاعد داخل الجامعات لاستقبال الطلبة المعنيين، قال المتحدث ذاته إن وزارة التعليم العالي “لا عذر لها في حل هذا الإشكال إن وُجد، لأن بإمكانها أن تعتمد الدراسة عن بعد”، مشددا على ضرورة إدماجهم في الجامعات العمومية وليس الجامعات الخاصة، “لأن أغلب الأسر ليس بمقدورها أن تدفع مزيدا من المال”.
ودعا المصرح لهسبريس وزارة التعليم العالي إلى التنسيق مع الجامعات الأوكرانية من أجل تمكين الطلبة المغاربة من بيانات نقطهم ووثائقهم الدراسية، حتى لا يجدوا عائقا في الاندماج في الجامعات المغربية.