فوائد تربوية مهمة على الطفل عند مشاهدة نجوم السماء ليلا.
النظر إلى السماء ليلا، وتأمل ما تقمه صفحتها من نجوم، والاستمتاع بجمال تألقها، وبتوزيعها، ومجموعاتها، وترصد حركة الشهب، وتتبع اندحارها في الغلاف الجوي للأرض، وتأمل عمق الفضاء وغرقه في ظلام دامس تكشف عنه أضواء النجوم المتلألئة … من منا لم يستمتع بهذه المشاهد؟
يساعد الليل، وخاصة حين تكون السماء صافية، في تخيل معالم الكون البعيدة التي يتعذر على الدماغ البشري استجماع صورتها، وننظر إلى الكون بإجلال حين ندرك أن حجم كل نجم من النجوم التي نشاهدها يعادل ملايين حجم الشمس التي تشرق علينا كل يوم، ويزداد إجلالنا له حين نعلم أن ما نشاهده، رغم سعته وعمقه العظيمين لا يمثل سوى نافذة صغيرة لا تمثل شيئا أمام هذا المخلوق العظيم. لكن هل ما زال منا من يرفع عينيه إلى السماء، ليستمتع بجمالها ويستشعر عظمة خالقها، ويهيم بخياله في أرجاء لا حدود لها؟ هذه المتعة العلمية والفنية التي تقدمها السماء ليلا، طفلك أيضا يستحق أن يكتشفها، ويتعلق أبجديتها. وحسب الجزيرة نت، رؤية النجوم لها أهمية خاصة بالنسبة لتصور الطفل عن الكون أو عالمه الشخصي، وتخيل ما وراء الأرض التي يقف عليها الآن. في هذه الأيام، صحيح أنه يمكننا تنزيل أحد تطبيقات مراقبة النجوم وتوجيه هواتفنا الذكية نحو السماء وجعل أطفالنا يرون ما يوجد هناك، ولكن هذه ليست نفس التجربة عندما تفترش الأرض وتلتحف السماء، وربما يحالفك الحظ إن ابتعدت ما يكفي عن أضواء المدينة أن ترى تلك السحابة الفضية الطويلة “درب التبانة”، حسب نفس المصدر. عندما يحجب تلوث الهواء والقباب الحضرية من الضوء الاصطناعي رؤيتنا للسماء ليلا، فإن صحتنا العقلية والجسدية تدفع الثمن. وللظلام الدامس والطبيعي قيمة كبيرة، تعتمد عليه ساعاتنا البيولوجية، إضافة إلى ذلك فإن علاقتنا بالسماء لا تتعلق فقط بالصحة، بل تتعلق أيضا بالدهشة. يستحق كل طفل أن يعرف النجوم وينظر إلى السماء ويصاب بدهشة المعرفة ويتذوق عظمة الخالق وقدرته في خلقه. إذا أردت تحقيق ذلك فإن الأمر لا يتطلب أكثر من صحبة محبة وبعض البطانيات، ومشاهدة السماء في أحد الأماكن المفضلة لديك وهي تتحول من الأزرق إلى ألوان الغسق الجميلة والمعقدة من ثم الظلام الذي يسطع بالنجوم في النهاية. وفيما يلي بعض النصائح لمراقبة النجوم ومشاهدة السماء وفقا لما جاء في موقع “سكاي آت نايت مغازين” (Skyatnightmagazine). استكشفوا الكون معا في الخارج في الأشهر والسنوات الأولى لطفلك، وما بعدها، اذهبوا إلى الحديقة معا، أو اصعدوا فوق سطح المنزل، استلقوا جنبا إلى جنب لمدة ساعة أو أكثر، انظر لأعلى وشاهد السحب والقمر والنجوم. أحضر معك بعض الماء والحليب وربما المكسرات. وقد تطول مدة استمتاعك مع طفلك هناك. قم بإعداد نافذة لمشاهدة العالم لا يستطيع كل طفل مغادرة المنزل كل يوم، ولكن يمكنه مشاهدة السماء والطيور من خلال نافذة غرفته، وذلك في حال كان محظوظا بالطبع ولديه متسع أمام منزله لا جدران طويلة أخرى تحجب عنه رؤية الأفق. وسيكون بإمكانهم مشاهدة القمر والنجوم والسحب كل ليلة والاستمتاع بها. دفتر ملاحظات الطبيعة شجعي طفلك على الاحتفاظ بدفتر ملاحظات للطبيعة ليسجل به معلوماته الجديدة حول كل شيء. ويمكنه تجميع أدلة ميدانية للطيور والنجوم، وتعلم استخدام المناظير، والتلسكوب أو كاميرا رقمية، وربما حتى مسجل صوت من أجل التقاط أصوات العالم الطبيعي. المشاركة في الأنشطة الجماعية من خلال المعسكرات، والمدارس، ونوادي علم الفلك، والقباب السماوية، والمتاحف، وأماكن الترفيه في مدينتك، اجعلي ابنك ينضم إلى برامج مراقبة السماء وعالم الطبيعة من حوله. إغراء المعلومات الطريفة والغريبة هناك الكثير من المعلومات الغريبة عن عالم الفضاء ونظامنا الشمسي. يمكنك تحضير بعض منها في نهاية كل أسبوع لتقديمها بشكل جذاب إلى أطفالك في جلسة عائلية لطيفة على الشاطئ أو أثناء مراقبة النجوم.