صدر للدكتور مصطفى شكٌري، المفتش التربوي والباحث الرئيس بالمركز المغربي للأبحاث وتحليل السياسات كتابا جديدا يحمل عنوان “التعليم بالمغرب في زمن كورونا: المنجز والتحديات”، يقع في 148 صفحة في سياق التفاعل مع مجريات التحولات التي برزت في ظل الجائحة والتي طبعت مجال التربية والتعليم في بلاد المغرب.
وبحسب المؤلف، فإن الإصدار الجديد ثمرة دراسة وتحليل ترصد أهم المنجزات التي تحققت في تدبير التعليم إبان زمن الجائحة، وكذا أهم المشاكل والتعثرات التي حالت دون تحقيق المبتغى من هذا النوع من التعليم خاصة في ضمان الاستمرارية البيداغوجية وتحقيق جودة التعلمات.
ويلم الكتاب في مجمله ثلة من الدراسات التي كتبت أثناء تتبع فترة الجائحة، ومن منظور رصدي وتحليلي ضم المؤلف بحوثا شملت مقالة عن الدخول المدرسي في ظل كورونا: الأوهام والجوائح، ودراسات طويلة عن التعليم بعد سياقاته، وبنياته، وإشكالاته، وتعثراته، وكذا عن التعليم بالمغرب في سياق جائحة كورونا-19: الأعطاب التنموية والبدائل المتاحة.
واعتبر مصطفى شكري في تصريح لموقع “لكم”، أنه راهن من منطلق “لغة الوضوح والصدق للكشف عن الأوهام الكبرى التي بنيت على ظهر مفهوم التعليم عن بعد بدعوى الاستمرارية البيداغوجية وضمان التلقي العلمي”.
وعزا الكاتب ذلك إلى “أن البنية العامة للمنظومة التربوية المغربية لم تكن مهيأة لاحتضان هذا النوع من التعليم في مستوياتها المختلفة”، ما فضح التعثرات البنيوية العميقة التي تحول دون تحقيق نهوض تعليمي لقطاع التربية والتكوين ببلادنا” وأدى إلى أن يبقى الإصلاح الحقيقي للتعليم عندنا في دوائر الإرجاء والانتظار المتكررين”.
ومن بين الخلاصات التي انتهى إليها المؤلف، بعد جرد تفصيلي مدعم بمعطيات رقمية وإحصائية وطنية ودولية، أنه “لا يمكن إصلاح التعليم بمعزل عن إصلاح السياسة والاقتصاد، وأن هناك حاجة ملحة إلى تعبئة وطنية تجعل من التعليم قضية أمة لا قضية نظام، وأيضا حاجة إلى تحقيق استقلالية القرار التربوي عن أجندات التدخلات الأجنبية، ثم ضرورة التأسيس لحوار مجتمعي واضح وصريح ومسؤول يضع المدرسة المغربية تاريخها، وصانعي سياساتها، وأعطابها، ونتائجها موضع نقاش واسع حر من دون خطوط حمراء ولا سقوف متدنية”، وفق تعبيره.