بعد تعبير أولياء التلاميذ المتدربين في مراكز التكوين المهني عن قلقهم من عدم تفعيل مذكرة وزارية بشأن التكوين الدامج بمؤسسات التكوين المهني لفائدة لأشخاص في وضعية إعاقة، وجه وزير التربية الوطنية رسالة في الموضوع إلى المديرة العامة لهذا القطاع.
الوزير شكيب بنموسى طلب من لبنى طريشة، المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، حسب ما جاء في الرسالة التي تتوفر عليها هسبريس، موافاته بوضعية إنجاز العمليات المتعلقة بالتكوين الدامج للمتدربين في وضعية إعاقة. كما طلب المسؤول الحكومي ذاته أن تكون المعطيات التي ستتم موافاته بها “مدعمة بالأرقام والإحصائيات المتوفرة”.
وتأتي مراسلة وزير التربية الوطنية للمديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل في ظل استمرار مخاوف أولياء المتدربين ذوي إعاقة من أن يؤدي عدم تنفيذ المذكرة الوزارية المتعلقة بتعميم التكوين الدامج بمؤسسات التكوين المهني لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة إلى فشلهم الدراسي.
و كانت وزارة التربية الوطنية قد وجهت، بتاريخ 19 أكتوبر 2019، مذكرة إلى مديرة مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل تضمنت مجموعة من الإجراءات التي ينبغي اتخاذها، من أجل تمكين الأشخاص في وضعية إعاقة من الالتحاق بمراكز التكوين المهني التي يرتادها أقرانهم والتعلم ضمن البيئة التكوينية نفسها، تحقيقا لمبدأ المساواة.
ومن بين الإجراءات التي تضمنتها المذكرة الوزارية المذكورة تكليف لجنة بيداغوجية على مستوى مراكز التكوين المهني بدراسة طلبات التسجيل مهمتها توجيه المتدربين والمتدربات في وضعية إعاقة إلى الشعب التي تناسب قدراتهم وإمكاناتهم، وكذا بدراسة طلبات تكييف الامتحانات لفائدة هذه الشريحة من المتدربين.
ويقول أولياء المتدربين ذوي إعاقة إن المذكرة التي وجهها سعيد أمزازي، الوزير السابق الوصي على القطاع، لم تُفعل؛ وهو ما عبرت عنه بشرى ألمير، رئيسة جمعية البشرى لاضطرابات وصعوبات التعلم والديسليكيا، بقولها، في تصريح لهسبريس: “نظن أن السيدة المدير العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل لم تتفاعل مع المذكرة الوزارية السابقة، وأبناؤنا يعانون ويضيعون”، مضيفة: “لا نعرف هل سيتم التفاعل المذكرة الجديدة التي بعثها وزير التربية الوطنية الحالي أم لا”.
في هذا الإطار، دعا شكيب بنموسى المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل إلى إعطاء تعليماتها إلى المديريات الجهوية ومؤسسات التكوين المهني التابعة لها “قصد إيلاء عناية قصوى لهاته الفئة من الأشخاص في وضعية إعاقة، واتخاذ جميع الوسائل الكفيلة بإدماجهم في منظومة التكوين المهني من خلال التكوين الدامج”.
ويتخوف أولياء المتدربين في وضعية إعاقة بمراكز التكوين المهني من حرمان أبنائهم من المساواة مع نظرائهم، في حال عدم إعمال مبدأ تكييف الامتحانات التي ستجرى يومي الخميس والجمعة المقبلين؛ وهو ما أكدته بشرى ألمير بقولها: “نحن متخوفون من النتائج الإقصائية”.
محمد الراجي